١٥‏/٠٥‏/٢٠٠٦

The Unknown Rebel - رجل الدبابة



بينما تدور رحى الأحاديث في المدونات عن مواضيع شتى ، بدءا من الديانة الإريامية ، إلى تكذيب الهولوكوست ، إلى عودة علاء ،إلى قبلة مثلية في السينما ،كان التصفح واجبا على الجميع، فعثرت أثناء تصفحي على هذا البانر عند الوعي المصري

أعجبني ...و تذكرت في التو تلك الصورة لذلك الرجل:



الرجل مجهول ، و لكنه عرف إعلاميا بـ" رجل الدبابة" ، و قد كان متظاهرا وحيدا اجتاز ممشى الدبابات عند ميدان تيانانمن في الصين عام 1989 ، في اليوم الثاني من استخدام القوات الصينية العنف ضد المتظاهرين..

يقول "ويكي" ان الرجل الذي وقف امام اكثر من 17 دبابة ، و حيدا ، قد تم تصويره من قبل صحفي الأسوشيتد برس في مبنى يبعد نصف ميل عن الموقع ، مستخدما عدسة 400 مل ، و أصبحت الصورة الفوتوغرافية ، و الفيديو ، رائجين بشدة ، و تصدرتا الصحف و الانباء ، حتى اختارت صحيفة تايم الرجل المجهول كواحد من أكثر 100 شخص تأثيرا في القرن العشرين. " طبعا من وجهة نظر أنه كان ضد الشيوعية" ..
و تتضارب الحكايات حول نهايته ، فمن قال بأنه اعدم بعدها بأسبوعين ، و من قال بانه قتلته فرق الإعدام الناري بعدها بأشهر ، و منهم من يقول أنه لا يزال حيا يرزق ، و يعيش مختبئا في احدى مدن الصين.

هذا الطالب الذي ظل مجهولا إلى يومنا هذا ،استمر عالقا في ذاكرتي دوما ، رمزا لشجاعة، و إيمان فريد...
و بينما الخوف يتملك الكثيرين ، و بينما تحاصر قبضة الأمن كل من قال لا ، احيي الرجل المجهول ... و أحيي كل من طرد الخوف ، و صنع حياته كما أراد لها ان تكون ..
أحيي كل المعتقلين في مصر، واحدا واحدا ، بدون تمييز أو تفضيل ..
أحيي السيدة التي ضُربت الخميس، و المواطنين الذين سُحلوا، و الأساتذة الذين شُتموا... و أقول لهم أن هذا لم يبخس من قدرهم شيء ، و لم يُهِن سوى فاعليه ... و المتفرجين....

و مِن الشجاعة سلاحا...

١١‏/٠٥‏/٢٠٠٦

الِشكارة ... مسجدي


لم ينتابني هذا الشعور بالضيق و القرف ، مثلما انتابني منذ بضعة أيام ، فبينما كنت في زيارة لأرض المعارض ، بزحامها المألوف ، و سوء التنظيم ، و همجية الزوار و العارضين ، شاهدت المنظر التالي:

في مكان مظلم نسبيا ، بين سرايا العرض الصاخبة ، و لصقا في مقلب قمامة - طبعا هو مش مقلب و لا حاجة ، هو مجرد تجمع ضخم لزبالة المعارض - كانت تقف فتاة متوسطة الجمال ، مهندمة المنظر ، تؤدي الصلاة فوق شكارة اسمنت!!! الشكارة قذرة و يطيرها الريح على وجهها ، و بينما القبلة هي مقلب القمامة، و كانت تنتظرها فتاة اخرى ، لا ادري هل "أحرجت" من ان تصلي معها ، ام ان الشكارة ببساطة لن تتسع لصلاة جماعة، ام أن الفتيات لا يصلون جماعة ، لا اعرف ، كل ما أعرفه انني رأيت منظرا أقل ما يوصف بأنه "مهين" لأي نفس إنسانية ، و لكن يبدوا اننا اعتدنا الإهانة كشعب ، حتى اصبحت إن لم تتوفر ... نهين أنفسنا بأنفسنا.
إنني أتساءل، ماذا يفيد الله تعالى ان إحدى عباده أخذت تركع و تسجد بجوار مقلب زبالة، هل يتقبل فعلا؟ و هل هذه هي الوسيلة التي أرادت الفتاة أن تتصل بربها من خلالها؟ قال النبي أن " الأرض مسجدي" لكن لا يستدعي الأمر أن نشبه انفسنا بالقطط الضالة، أخذت أفكر ، إن هذه الفتاة انتزع منها - بإرادتها - قدر كبير من انوثتها ، و جمالها ، عندما اختارت الحجاب ، و لا أدري هل هو امر يرضي الله فعلا، خاصة و إن كانت لم تأثم و لم يظهر منها ما يخالف شريعتها؟
لقد ارتضينا كشعب أن يسرن نساؤنا و بناتنا في أشولة ، تقربا لله تعالى ، و لأهل الخليج اللذين عاشرته عدة اجيال من أبناء هذا البلد.... و لكن أن تلقي بآخر ما تبقى من انوثتها بهذا الشكل المهين؟! فماذا بقي لها كإنسان؟ الصلاة؟ و القرآن ؟! و هما امران كان من الممكن التمسك بهما بدون كل هذا التعسف، أم يبدو أننا نسير في طريق فقدان حقوقنا المدنية ، و الإنسانية ، و ذواتنا ، و نصبح ببغاوات ترتل ما امرنا به المشايخ دونا عن الله تعالى؟

أعلم أن فتاة كهذه ، وسط كل احباطات المجتمع ، و قهره ، و قسوته ، و ظروفه الغير آدمية ، قد يكون فرصتها في أن تحقق أحلامها ضئيلا جدا، هذا إن كانت من الموهوبين الذين يمتلكون حلما من اساسه ، و أنها عند نهاية يوم من الإحباطات ، و بهدلة المواصلات ، و معاكسات الشوارع ، و كل حاجة - قد يكون ما قامت به هذا- هو النجاح الوحيد خلال يومها المضني ، قد يكون هو الأمر الوحيد الذي أرادته و انتزعته من براثن حياة ثقيلة... و لكن ليس هذا هو خيارها الوحيد ، و هذا ما يؤسف في الامر.

أولئك الذين سُجنوا و سُحلوا في مقابل أن يفتحوا ثغرة في الجدار ، من أجل ان يحصل الشعب على آدميته ، و على حقوقه المسلوبة... هل هذا الشعب يريد حقا آدميته؟
حقا لست أدري.....

٠٦‏/٠٥‏/٢٠٠٦

قبلة مثلية في السينما؟



التعليق الوحيد الذي راودني ، بعد مشاهدتي لفيلم V for Vendetta انه "فيلم ثوري" ... فالفيلم مشحون بطاقة هائلة من الرفض و الكفاح ضد النظم التوتاليتارية ، و قبل كل شيء قمع الفرد للفرد ، و رغم العنف النسبي الذي يتخلل الفيلم ، إلا أن الفيلم حامل لإيديولوجيا كوزموبوليتانية شديدة الإحترام للآخر، و معتقداته ، ليس فقط بسبب القرآن - النص الشعري البديع - حسب تعبير في الفيلم ، و حيث يُعدم النظام الديكتاتوري من يمتلكه ، لكن ، لنظرته شديدة الإنسانية للأقليات ، بأنواعها ، و إدراك النص لأهميتها ، خاصة الأقليات الجنسية إن جاز التعبير.
و تعجبت أكثر عندما علمت ان الفيلم الأمريكي/ألماني ، و يدور في إنجلترا ، أخرجه مخرج و لد في استراليا ، و البطلة ممثلة ولدت في اسرائيل ، و البطل في نيجيريا، معتمدا على نص كتبه و رسمه إنجليزيان

لا اعتقد أنني شاهدت فيلما ، يرتبط بواقعنا المحلي إلى هذه الدرجة ، رغما عن أنه كُتِب معبرا عن الوضع الدولي الجديد ، و قيام الأنظمة اليمينية في الدول المتقدمة، و تغييب الرأي العام ، و قمعه بواسطة النظام الأمني، إلا أنني أعتقد أن الحال الداخلي هو انعكاس صريح للوضع العالمي المؤسف.

الحقيقة لم أُدفع للكتابة ، بسبب الفيلم الذي أعجبني ، و إنما لشأن آخر داخلي، فلقد انتابني من الدهشة أقصاها ، و انا أتابع - لأول مرة - قبلة ظهرت في الفيلم بين فتاتين مثليتين، و الحقيقة ، لقد عقد لساني ، فالقبلة واضحة و طويلة ، و لم يمسها مقص الرقيب!! كيف؟ لا اعلم! لن أتحدث عن اللقطات السريعة للشرطة تقتحم غرف نوم المثليين ، و تقبض عليهم شبه عرايا - في تعبير واضح عن كنه علاقتهم - و لكنني أتحدث عن رؤيتنا لقصة كاملة لمعاناة فتاة مثلية من طفولتها في مجتمع يقهرها ، و رفض أهلها ، و مدرسيها ، ثم وقوعها في الحب عدة مرات - مع فتيات طبعا - و اخيرا القبلة ، التي شاهدها الجمهور المصري كاملة ، و ربما لأول مرة في سينماتنا..

لا اظن أن الجمهور - رغم دهشته أيضا - كان له أي رد فعل سلبي على هذا..على العكس أعتقد ان الجمهور تفاعل مع الفيلم ، و خرجوا يشكرون فيه بشكل ملحوظ - من عاداتي أن أسترق السمع بينما نخرج من القاعة في تباطؤ - و لا ادري سبب كون الرقابة في بلدنا دوما ما كانت شديدة الحساسية ، جنسيا و سياسيا ، و الاهم دينيا ، أذكر في فيلم Crash قد تم حذف الكلمات العنصرية التي كتبت على الحائط في محل الرجل المسلم ، علما بأن الفيلم بأكمله ضد هذه الكلمات ، و مبني على محاربة هذه النظرة ،فلماذا لا نشاهد حقيقة الحدث؟



من القصص الشهيرة أن مدير الرقابة في مصرسنه 1966 عند عرضه لفيلم Blowup لأنطونيوني ، عرضه كاملا ، بدون اي حذف ، رغم المشاهد الطويلة جدا لفتيات التصوير اللاتي كن يتحركن عاريات الصدر في جميع مشاهدهن، فبعد دقيقتين تقريبا ، ينسى المشاهد هذا الوضع ، و يتابع الأحداث بدلا من التدقيق في صدر الفتيات - المدهش - ، و أذكر انني قرات في مكان ما ان حجة الرقيب في التصريح للفيلم بأن يعرض كاملا انه سيكون عيبا كبيرا ان تحذف الرقابة المصرية مشاهد من انطونيوني، و معه حق... و الغريب أن الأفلام العربية كانت قد تعرضت لموضوعات جنسية - سياسية - دينية ، لا أظن اننا نجرؤ عن الحديث عنها الآن كالعلاقات المثلية ، و عشق المحرمات، و أفكار أخرى سياسية، أذكر( بِغض النظر عن مستوى الفيلم): زائر الفجر - المذنبون - حمام الملاطيلي - البداية - السراب -اسكندرية ليه - قطة على نار -الأقدار الدامية - البوسطجي ... ولا أذكر ان هناك افلام اخرى اعتمدت على تابوهات ، و تعاملت معها بجراة نوعا ما


كنت دائما انا و أصدقائي قبل مشاهدة أي فيلم في السينما ، و نحن نعلم انه يتعرض لقضية حساسة بعض الشيء ان نقول : حنروح نشوف "مُختصر" لفيلم كذا... إذ ان كل ما يسمح لنا بمشاهدته هو فحوى الفيلم فقط ، و مش مهم يعني نشوف كل الأحداث ، أهو كده أسرع...و لكنّي أعتقد - خطاَ أم صواباَ لا ادري - أن ما حدث في V for Vendetta هو نقلة بشكل او بآخر ، ليس لأني مناصر لحقوق المثليين و لا حاجة ، و لكن لانها على الأقل خطوة للحديث عن تابوهات اخرى ، فربما بعد الحديث عن ازمة فتاة مثلية ، قد ياتي يوم نشاهد فيلما يتعرض لاضطهاد الاقباط ، أو لوضع الأقليات في بلداننا، او فيلما يحمل منظور علماني ، أو إسلامي غير وهابي - لا سمح الله - و المشاهد هو الرابح في النهاية ... رابحا فرصة للرؤية ، و التفكر ، و ربما لتوسيع أفق ما
أحيي علي أبو شادي - أطال الله عمره - على تحمله المسؤولية ، و عدم إيثاره السلامة - كما اعتد ان يفعل الكثيرون من ذوي المناصب، و لتكن البداية

٠٤‏/٠٥‏/٢٠٠٦

رشا رئيسا للجمهورية ، و تسالي أخرى


رَشا، هو اسم الدلع لإحدى زميلات العمل ، و هي من قلّة الفتيات التي يمكن للمرء أن يصنّفهم على انهم "عِلية القوم " – أيوة ، المجتمع طبقي للي مش عارف – رَشا هي فتاة جميلة ، شيك ، لا تعرف العيب ،ترتدي ما اسميه – زي المول – بشكل يومي ، و هو جينز مليء بالمزركشات و الترتر خصوصا حول المقعدة - محزق موت – و بدي ملون ، و إيشارب مدندش – محجبة أيوة، و بتسمع عمرو خالد – و شنطة من اصغر ما يخطر على بال مخلوق . و عادة كعب عال.
بدون الاستطراق في حالة رَشا ، التي دوما ما نتأملها في تعجب ، سأضيف عشقها المرضي لعمرو دياب ، و هو أمر لم أشاهد له مثيلا من قبل.

كنت أجالس بعض الزملاء ، نتكلم عن أخبار الاعتصام مع القضاة و تطوراته ، و إذا برَشا تدخل علينا متسائلة
إيه ده؟ يعني إيه إعتصام
أجبتها باختصار ، فرفعت حاجبيها دلالة تفهم ، فسألتها مشاكسا : ها يا رَشا ؟ تحبَّي تشتركي في الإعتصام؟
فتراجعت مذعورة: إيه ده؟ لأ طبعا! أنا حابهدل نفسي؟
(قلت: و ماله؟ اتعبي شويه.... (ضاحكا
فقالت بنظرة العارف ببواطن الأمور: أنا ما بالعبش اللعب الصغير ده – ثم بجدية حقيقية – أنا ناوية أركز و أبقى رئيسة جمهورية
طبعا ضحك الجميع ، لكن رَشا لم يهتز لها جفن ، و استمر نفس الوجه الجادسألت: بجد يا رَشا؟
قالت : أنا ما بهزّرش
سكتّ قليلا، فلم اكن اعرف عنها أي اهتمام – دراية – بالسياسة على الإطلاق، ثم سألتها: طب إيه برنامجك الإصلاحي لو ده حصل؟
ردت بدون تفكير و بجدية شديدة : حاخلي الهدوم البراندز و الميك الأب السينييه رخيص قوي ، مش قوي قوي يعني – .عشان مش كل الناس تشتري – بس ع الأقل حاخلي سعره زي برّه
قلت: نعم؟
فاستطرقت تحكي كيف أننا نتعرض للاستغلال، و انبرت في مقارنات الأسعار بين مصر و أوروبا ، فيما يتعلق بالروائح خاصة...و كيف أنها هنا بأضعاف السعر، فصادف أن كان المحاسب ماراً بينما هي تتحدث - و هو من بسطاء القوم – .فسألها: طب و الناس الغلابة؟ حتعملي فيهم إيه
.ردت في عجالة:.. حنروحلُهُم بردو في العِشش بتاعتهم ، و نشوفهم عايزين إيه


..................................................................................................................................

.الجزء الآتي ليس له علاقة بما سبق ، فقد انتهى خلاص

أستغل فرصة أن عندي مدونة لأروج لفكرة ثورية أخبرني إياها صديق لي اليوم بينما ندخن الشيشة ، فقد قرر أن يحارب نظام مبارك بالمنشورات، و لكن منشوراته لا يمكن ضبطها، أو إخفاءها أو البحث عمّن كتبها ، لأنه سيستخدم النقود ، فقد قرر أنه كلّما توفر معه مبلغا من المال أن يخرج قلماَ، و يكتب ما بدى له، و ينفقها ، و بالتالي يتسرب الرفض بين الناس رويدا رويدا – صحافة شعبية بردو – ، فقلت: لكن نظرا لحجم العملة ، فإنها لن تتسع سوى لكتابة شتايم ، فقال بالحرف الواحد: أهو طق حنك

.......................................................................................


أطلق لحيتي أحيانا، لكرهي الشديد لعملية الحلاقة ،كما انني لا أعير مظهري الاهتمام اللائق كما يقول بعض الزملاء ، و منهم رشا ، و لكني أظن أنني لو اهتممت أكثر بما أرتدي ، و كيف أبدوا ، و مهما فعلت فإني سأظل مثيرا للشفقة من وجهة نظر رشا ... لذا قررت الاستمرار.
القصة انني كنت قد سهرت مع بعض أصحاب السوء ، و بينما أنا عائد للسيارة ، كنت في حالة دوخة شديدة طبعاَ ، فوقفت قليلا أمام السيارة ، أفكر، هل وضعي الذهني يسمح لي بالقيادة ام لا... فإذا برجل شديد المهابة ، طاعن في السن بجلباب أبيض ، و لحية بيضاء ، و قد قام بسرعة من على سيارتي – إذ يبدوا أنه قد اتكأ عليها ليستريح ، و قد أقلقه مجيء صاحب السيارة – و نظر لي قائلا: لا مؤاخذة .. انا آسف يا سيدنا الشيخ
تعجبت أن شابا في حالتي أصبح يطلق عليه سيدنا الشيخ، من شخص قد يتوجب أن توضع صورته في القاموس بجوار كلمة " شيخ" ... هل نحن بلد مظاهر إلى هذا الحد
المدونة و التدوينات ، بلا حقوق فكرية ، باستثناء الأعمال الفنية و الموسيقات فهي ملكية خاصة لأصحابها.

  ©o7od!. Template by Dicas Blogger.

TOPO