٢٣‏/١٠‏/٢٠٠٧

ويكيبيديا



إدعم ويكيبيديا
لا أعرف قضية أخرى تستحق دعما أكثر الآن

٢٠‏/١٠‏/٢٠٠٧

نهار بلا عمل .. وحدي مع الشَََبكة


ليس جديدا على أي أحد أن مصر هي الدولة الأولى عالميا التي تبحث في الشبكة على كلمة
SEX
و ذلك وفقا لجوجل ، و اللطيف أيضا أنها الدولة الثالثة أيضا الباحثه عن كلمة "سكس " بالعربية ، سين ،كاف ، سين.


و لا أعلم لماذا يبحث الناس عن هذه الكلمة بالذات , و كأن الرغبة قد شلت أدمغة الباحثين ، فلم يفكر أي شخص في أن يكون أكثر تحديدا في ذكر أي نوع من الجنس يرغب ، و أي جزء من الجسد يود رؤيته ، و عن أي عمر و عرق و حجم . فأضحى حتى البحث السري عن الجنس تشوبه ضبابية ، و لا مبالاة في رأيي.


طبعا لن أضيف أننا لن نوجد في قائمة البحث (لا زلنا وفقا لخدمة جووجل ترندز) أي اشارة لمصر بين الباحثين عن كلمات ثقافة ، و علوم ، و فنون ، بالانجليزية ، و أما العربية فقد تنعدم ، أو تكون آخر بلدان القائمة بعد كل الأشقاء العرب.

و لكن نتصدر المراكز الأولى في البحث عن" الإسلام" باللغتين، أعلم أن هذا ليس بجديد علي أحد ، و لكنه يثير تساؤل لدي حول الشخصية السيبرية للمصري ، أو المصري على الانترنت ، و قد شغل بالي التفكير الفكرة المسبقة لدى الآخرين عني كمصري من خلال الشبكة لمدة طويلة ، و أتساءل دوما عن مدى صحة هذه الفكرة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعتراف

أذكر أنه كانت لي عادة - لم أتخلص منها نهائيا بعد- وهي التجول في مواقع التعرف و اللقاءات الجنسية ، مستكشفا حسابات الفتيان و الفتيات و قراءتها ، و لا أظن في ذلك عيبا ، فهي نصوص و صور قد وضعها أصحابها للجميع في الموقع ، و غالبية مواقع التعرف ، و مواقع البحث عن شريك جنسي بها كم لا بأس به من أبناء الوطن.

http://adultdatingportal.com/images/amateurmatch.jpg

و لفتت نظري كثيرا ، عثوري في معلومات فتيات من كافة أرجاء الارض ، جمل اعتراضية على تلقي أية رسائل من مصريين ، أترجم بعضا منهم هنا*:

" إن كنت مصريا فبرجاء الابتعاد" ـ
"NO EGYPTIANS PLEASE”
"لا أرغب في رسائل من القاهرة بالذات"
"Egyptian Males .. GO AWAY”

ــــــــ
* لم أستطع وضع روابط لأنه يستلزم فتح حسابات في المواقع للدخول على معلومات الأعضاء.


لا أعرف كيف هو أداء المصريين مع فتيات أمريكا ، و ألمانيا ، و لبنان ، و لكن من الممكن أخذ فكره عن التوجه مما سبق ، و لن أتحدث عن كم الفتيات المصريات الاتي يؤكدن عدم رغبتهن في مصري ، و لكن يمكن أن يعزى هذا لأسباب اقتصادية ، أو رغبة في ترقي اجتماعي إن جاز التعبير.

هناك نوع آخر من الهوس الجنسي في المنتديات ، و موقع يوتيوپ ، و كأن العديد قد بذلوا جهودا كبيرة فقط لتجميع قصص الإثارة ، و البحث عنها ،و قد ظننت أن الوضع أفضل و أكثر عملية في منتديات المثليين المصريين ، و لكني وجدت العكس.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إقتصادنا و الشبكة

قالت لي صديقتي و براءة الاطفال في عينيها أنه بامكاني شراء كافة أساسيات هواية جديدة لي ، من على موقع إيپاي الشهير ، ظانة أن الأمر سهل كذلك ، قررت التجربة اليوم ، فوجدت أن بطاقتي ائتماني غير مقبولتان في غالبية نطاقاته ، و لا مفر سوى فتح حساب في
paypal.com
قررت المحاولة ، كنت أعلم أن پايپال منغلق علي عشرين دولة فقط ، ليس منهم أي من دول العالم الثالث ، و لكنني سعدت لما وجدته و قد ضم ١٩٠ دولة الآن يقبل مشتركين من أي منهم.
و الـ١٩٠ دولة ، تضم تنزانيا و الكونجو ، و الامارات و تونس ، و تضم دولا لها باع في الاحتيال السيبري كاندونسيا و روسيا و ماليزيا ، و تضم دولا متواضعة اقتصاديا بشكل كبير ، و لكن ليس مصر.

و بالبحث في الويكي ، كان اسم مصر لامعا بكل فخر في هذا الصدد، معتبرينها ضمن النطاق الجغرافي للاحتيال الشبكي.

علما بأنه وفقا لهيئات معنية ، فإن عمليات الاحتلال المبلغ عنها من مصر لا تتجاوز نصف بالمائة من كم الاحتيال العالمي ، و إن كنت لا زلت لا أحظى بمشتروات لا تتعدى الخمسين جنيها.


ــــــــــــــــــــــــــــــ
دردشة

المصري عرف من قديمه باهتمامه بمواقع الدردشة ، و قد ربينا على الـ آي سي كيو , ثم الـ پال توك ، و يظل المسنچر والياهو ، الچي توك ، برامج لا يخلو منهما أي جهاز تقريبا ، حسب ميول كل مستخدم ، و لكن غرف الدردشة حدث و لا حرج.
فتجد مثلا غرفة بعنوان :
VIVA EGYPT WE KOS OM ELKWUIT
مع ملاحظة أنه لم يعرف كيف يكتب كلمة "كويت" ، و غرف عدة عن الخلافات المذهبية ، و الطائفية (اقصد مسلمين و مسيحيين) و تحتد المعارك بينهما ، لدرجة أن تعرضت عائلة قبطية في المهجر للقتل منذ عدة سنوات بسبب نقاش على پال توك.

و لن أفتح سيرة كتاب الوجه عليه السلام ، فالعديد الآن قد استخدموه كوسيلة كاملة للحياة ، من مواعيد ، لعمل ، للتعرف على الفتيات و الفتيان ، لسماع الموسيقى. و لن أستطيع الذم في حياة كاملة لانسان ، علي الأقل رشا التي تعمل معنا ، فهي لا تستطيع تمرير ساعة من وقتها بعيدا عن صفحتها هناك. و لا أبالغ بقولي "لا تستطيع تمرير ساعة" .

ـــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية سعيدة


لا أكتب ما كتبت رغبة في تحسين سمعتنا أو الدعوة للفضيلة طبعا ، فكلاهما لا يعنيني ، و لكنها رؤية شخص مملول لوضعه السيبري المتوقع سلفا ، كمشتري أو بائع أو فتى لعوب أو مدون ، و كلها علي الشبكة خاضعة لمنظور عولمي أكبر .
لكن في النهاية تحيا مصر ....التي طالما كانت موطن كل جديد ، و أرضا للتطور و التكنولوچيا ، فقد علمت أننا كنا أول من عرف الهليوكوبتر و الغواصة في عهد الفراعنة رحمهم الله. ـ




١١‏/١٠‏/٢٠٠٧

تعري ، مع بعض التذكر

معرفة تاجر للأنتيكات هي تجربة شديدة الثراء ، فهؤلاء القوم يمرون بكم من القصص و الحكايات لم أتصور قدره حتى صادقت أحدهم ، و هو شاب مثقف ، هاديء الطباع ، احترف مهنته هذه بسبب عشقه اللا نهائي للقصص و و غريب الروايات التي يظل يجمعها بلا كلل ، فالأمر بالنسبة له فني قصصي بحت ، و ليس وسيلة للتكسب في المقام الأول ، فهو ينفق أموالا لا نهائية في شراء الأوراق و المكاتبات القديمة ، و لا يبيعها أبدا ، و يعتبرها كنزا ، و الحقيقة هي كذلك.
كثيرا ما كنت أراه يسير في وسط المدينة حاملا حقيبته ، فلا أنفك أسأله فتحها ، فأجد غريب الأشياء ، فمن رسالة من الملك فاروق لصديق له ، لمكاتبات تاجر يهودي في المنيا ، لفوتوغرافيا أصلية لڤان ليو لفتيات عاريات ، و آخرها كتاب من الثلاثينات ترجمه هاو بخط اليد عن الفرنسية معنون بـ "كتاب فنون النيك".

فتاة مكبلة - أرمان "الأب" - ١٩٤٥
أظنها أقدم صورة لدينا تمثل نوعا اصبح متعارف عليه
من الرغبات الجنسية

يعيش صديقي هذا في بيت لأسرة يونانية في وسط القاهرة ، أعتبر شقته من أجمل ما وطأت ، ليس لأنها تحوي صورة عملاقة لأم كلثوم وهي طفلة ، و لا لأثاثها العتيق النادر الذي قلما شاهدته مجتمعا ، و لكن لتصميمها الرائع ذي الطابقين ، و لأنها تحوي العديد من التفصيلات التي نجلس لساعات متأملينها و نفرزها و نتناقش بصددها.

مادلين - راقصة تعري من إيران -ڤان ليو - القاهرة ١٩٦١

في زيارتي الأخيرة له ، أخبرني عن وفاة معماري أرمني شهير في ڤيلا بالزمالك ، كان الرجل مشلولا في آخر سنوات حياته ، و لم يكن له من أسرة تسأل عنه أو عن أحواله ، ذلك بعد أن كان واحد من أهم المعماريين المصريين في الأربعينات ، و ذكر لي أن الرجل كان مشلولا في أواخر حياته ، لا يتحرك ، و استجرأ اللصوص على اقتحام بيته عدة مرات ، و حملوا اللوحات و الكتب و الأثاث الخفيف ، و هو يشاهدهم من على كرسيه المدولب ، كان قبل موته يشاهد حياته تسرق ،و اللصوص يمرون من أمامه و من خلفه يحملون أشيائه ، و لا يستطيع الحراك.

مرة أخرى كان في بيت في قصر العيني ، عاش فيه رجل عجوز ، عرف عن طريق مذكراته أن العجوز هذا كان قد قاطعه جميع أهله منذ الثمانينات ، لمعاقرته الخمر و مصاحبته النساء ، و ظل الرجل يعيش حياة لهو و سرور إلي أن سقط منذ عدة أشهر من على سلم منزله ، فنقله البواب لمستشفى القصر العيني ، و مات هناك بعد أربعة أشهر بلا زيارة واحدة من مخلوق.
بعد وفاته تهافت الأولاد و الأقارب لشقته ، ليجدوا ما يساوي الملايين من لوحات و أعمال فنية ظل يجمعها ، و نفائس من الخط العربي ، و كتابات قرآنية بديعة ، فضلا عن مكتبة رباعية اللغات تحتوي على كتب لا تقدر بمال.
و ضمن أوراقه عثر صديقي على مكاتبات كاملة بينه و بين حبيبته في شبابه ، و تابع قصة حدثت خلال سنوات عديدة ، بدأت بحب الفتاة الرهيب له ، حتى تركها ، و خطابات تمتد لصفحات ترجوه أن يعود ، أحدهم لا يحمل سوى كلمة "بحبك" تكررها على مدى أربع صفحات.

پورتريه لمجهولة - أرمان"الأب" - ١٩٤٥


و حدث بينما كنت ألهو في بيت صديقي هذا أن وجدت كارت عمل لطلعت حرب باشا ، يحمل توصية بالفرنسية بخطه الأنيق ، و عُرِّف طلعت حرب في الكارت بأنه "نائب رئيس بنك مصر و أحد مؤسسيه" مما يعيد فتح مسألة أن طلعت حرب لم يبني وحده اقتصاد مصر كما رووا لنا في القصص ، و لكن طمس الله أسماء شركاء عدة لأسباب تتعلق بالديانة أو الأصل.

من جملة ما عثر عليه مرة في قبو قديم مئات الاسطوانات القديمة ، بعضها يعود لبدايات القرن العشرين ، و منها المكتوب عليه بخط اليد ، و الغريب أنه وجد اسطوانات صدرت على سبيل التجربة لأم كلثوم و آخرين ، لم تطرح تجاريا أبدا .

من جملة ما شاهدنا كان مجموعة مما يزيد عن الألف صورة لاسرة مصرية يهودية ، يبدو أنهم تركوهها في أوج الرحيل ، تؤرخ لحياتهم بشكل بديع ، من دراسة لاحتفالات ، لزواج ، و من غريب ما أخبرني صديقي أنه في أحد الأيام ، وجد في محل للعاديات في هدى شعراوي ، صورة له هو شخصيا من الثمانينات ، مبروزة في إطار أنيق ، و حتى الان لم يعلم من الذي وضع صورته في إطار كهذا ، و كيف وصلت لهذا التاجر. و لكنه اشتراها.

الآنسة نادية عبد الواحد - ڤان ليو - ١٩٥٩
أظن أن نادية - ان لم أكن مخطئا - هي نفس نادية عبد الواحد بطلة مصر في السباحة في الستينات و الحاصلة على ثلاث ميداليات
في دورة دمشق ،و تم منعها من دخول نادي هليوپوليس بسبب الديانة ، هاجرت لكندا مع اسرتها فيم أعتقد.ـ

تظل كتاباتنا و صغار أوراقنا تحكي تاريخ آخر غير مكتوب لهذه المدينة ، ربما تقوم المدونات بدور مشابه ، و لكنها - لوضعها الانفتاحي - قد لا تضم في سطورها حقائق عدة ، قد نخفي أسماء ، حقائق ، نغير في تواريخ و قصص ، بعكس الحفحات المحبرة الصفراء الموجودة في قبو في الاسكندرية .أو في خلفية صورة موقعة بالفرنسية ، أو وسط دفاتر من رحلوا في هدوء، تاركييننا في صخبنا اليومي هذا. ـ

پورتريه لمجهولة - ألبان - بورسعيد /١٩٤٥

ــــــــــــــــــ
الصور كلها تنتمي لمجموعات يمتلكها أشخاص ، و لكن تم توثيقها عن طريق
http://www.fai.org.lb/

٠٥‏/١٠‏/٢٠٠٧

أربعة مشاهد منسية

يخبرني البعض أنني شخص نوستالچي ، ميال لقديم الأشياء ، لكبار الناس ، لمأثورات القصص ، و أظنهم على حق ، فما الحيلة في أن العديد من الأشياء تروقني في شكلها الأقدم عن الحالي؟ وربما لا أقصي نفسي من هذا الحكم.
و رغم أن السينما ليست من مواضيعي المفضلة ، لا كتابة و لا حديثا - فإنني أظنها تشاهد فقط في صمت - إلا أنني لم أستطع تجاهل هذه المشاهد الأربعة ، لأربعة ممثلين أمريكيين بدؤوا شبابا بروح حاضرة ، و رؤية شديدة الخصوصية ، و تحولوا – في رأيي – لأيقونات هوليودية براقة، فاقدة الكثير من روحها القديمة ، و سأظل أعتقد أن هذه الحالة التي وجدت في سينما السبعينات هناك ، قد ولت إلى غير رجعة.


بعد ظهيرة يوم قائظ
Dogday Afternoon




قد يعد هذا الفيلم الأب الشرعي لأفلام اشتهرت مثل "مدينة الجنون" أو حتى " الارهاب و الكباب " لدينا ، و استخدمت تيمة تعامل الاعلام مع حدث ، و تحويله لقضية رأي عام ، و مدى انعكاس ذلك على القضية نفسها و علي الرأي العام استخداما كثيرا في السينما حتى "ولدوا ليقتلوا" الشهير . و لكن يظل فيلم سيدني لومِت هذا فتحا في الحديث عن الاعلام الحديث عام ١٩٧٥.
آل پاتشينو الشاب حينها (٣٥عاما) ، و عمره ستة أفلام فقط حينها ، منها العراب بجزئيه. أتى هنا كلص بنك من نوع خاص ، فهو مثلي و متزوج من صديق له - و قد عاد مؤخرا من ڤيتنام - يقتحم البنك في الصباح مع صديق له ، ثم تتفاقم الأمور ، و تسيطر الصحافة و التلفاز على مسرح الحدث ، جاعلا منه رمزا أمريكيا لمده ساعات قصار (القصة حقيقية بالمناسبة) .
المشهد الآتي يكتشف "سوني" أنه قادر على تحريك جموع الناس المنتظرة بالخارج.



ـــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
آخر الحيتان
The Last Tycoon



المخرج الذي طالما اسيئ تقديره ، بل و ربما أُبخِس قدْره في مراحل عديدة ، إليا كازان ، كان هذا آخر أفلامه ، و بالصدفة هي عن آخر رواية كتبها فيتزجيرالد بعنوان مشابه ، و المثير أنها رواية غير مكتملة.
دي نيرو الشاب حينها أيضا (بعمر لا يزيد عن عشرة أفلام) في عامه هذا ١٩٧٦ كان له ٣ أفلام رائعة ، هذا الفيلم ، فضلا عن سائق التاكسي ، و ١٩٠٠ (القرن الجديد) ، و ياتي هنا لاعبا دور ستار ، المنتج السينمائي اليهودي الذي يقع في حب مستحيل لمهاجرة متزوجة ، و بين صراعه مع النقابات و أصحاب الاستوديوهات العملاقة ، و هوج النجوم ، تتشكل شخصية خاصة جدا نادرا ما شاهدت ما يقاربها في أي فيلم.

في هذا المشهد ، يحتج كاتب كبير على تعيين كتاب آخرين ليكتبوا معه السيناريو شراكة .
فيرتجل له ستار هذه الرواية في محاولة لاستثارة خيال الكاتب ليكتب.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
راعي بقر منتصف الليل
midnight cowboy




هذا بالطبع أكثر شهرة من سابقيه ، ربما لأنه عرف بأنه الفيلم الوحيد الذي حصل علي جائزة أوسكار لأفضل فيلم ، و هو مصنف "إكس" أي للكبار فقط، طبعا الفيلم لا تنقصه الجرأة أو الواقعية ، و لا أعرف لماذا أعتبره الفيلم الذي خرجت من عباءته مدارس سينمائية كثيرة ، لا أستثني منها العديد من سينما الثمانينات في مصر ، و المشاهد الجيد لأفلام هذه الفترة لدينا سيجد نقاط تلاق كثيره على مستوى الشكل و المضمون (و لكن ليس السرد للأسف).

داستن هفمان كان فيلمه السادس أيضا ، يلعب دور "إنريكو ريتزو" مهاجر مشرد ، يعيش مبأساة صحية و اقتصادية قاتلة ، و رغم أنه ليس بطل الفيلم ، إلا انني لا أملك إلا أن أتذكر أداءه هنا كلما ذكر امامي اسم الفيلم.

يكتشفه چو بالصدفة أثناء سيره في نيويورك ، فيعنفه على سرقة أمواله.







ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحوت مرة أخرى

إليا كازان ، عرف بموقفه تجاه المكارثية في الخمسينات ، و ذلك بسبب شهادته أمام لجنة الأنشطة اللاأمريكية ، التي حققت في نفوذ الشيوعيين في الفن الأمريكي ، و قد أدلى كازان بشهادة قام فيها بتسمية زملاء له و الاعتراف بأنهم كانوا أفراد الحزب الاشتراكي الأمريكي ، الذي قد انخرط فيه شخصيا في وقت مبكر من حياته المسرحية ، و نبذه كارها تدخل الحزب في ابداعاته الفنية حينها.
و لكن موقفه هذا اعتبره الكثيرون خيانه لزملائه و لمبادئه ، مما أدى لمقاطعة فردية له للعديد من زملائه ، رغم أنه أكد أن شهادته هي تحصيل حاصل ، لحيازة اللجنه لملازم الحزب و أسماء أعضائه ، و تأكيده أن ما أدلى به لم يكن ليغير من الواقع شيئا، لكن هذا لم يمنع تنامي كراهية زملائه له ، حتى صرح أحد ممثليه قائلا :" لقد كان بمثابة أب لي ، و لكنني و كأني استيقظت فوجدته يضاجع اختي".

ملصق معاد للشيوعية من الخمسينات

في آخر الحيتان ، يأتي چاك نكلسن بدور رائع ،" برمر" ،النقابي الآتي من نيويورك لهوليوود ، لاقناع ستار (دي نيرو) باعطاء كتاب السيناريو سلطة أكبر في الصناعة ، و هو الأمر الذي يرفضه ستار كأي صاحب عمل عتيد لا يود أن شراكة من موظفيه ، يسأل بيرمر:

ستار: لا ألتقي بالكثير من اليساريين فعليا ، أأنت حقا كذلك؟
برمر: نعم
ستار: أظن بعض منكم لازالوا يؤمنون بهذا ...
برمر: بعض لا بأس به.
ستار: و لكن ليس أنت! (في ثقة)
برمر: بلى.
ستار: لا.
برمر: بلى (ضاحكا بخبث)


برمر هو چاك نكلسون ، قبل أن يتم حصره في كليشيهات الأداء المفتعل التي تصل ذروتها في الراحلون ، هنا كانت الأمور لا تزال أكثر وضوحا لممثل شاب







سينما السبعينات الأمريكية فعلا كانت لها خصوصية فريدة ، أنصح بها لمشاهد مستعد لحكي و أداء مختلف ، هربا من موجة الصيف.
و ربما تطهُّرا مما نشاهد هذه الأيام.
ـ


المدونة و التدوينات ، بلا حقوق فكرية ، باستثناء الأعمال الفنية و الموسيقات فهي ملكية خاصة لأصحابها.

  ©o7od!. Template by Dicas Blogger.

TOPO