٢٩‏/٠٦‏/٢٠٠٨

حدوث المعجزة




لا أعرف شيئا آكثر إبهاراً من تختارني الحياة شخصا فريدا من نوعي.
و أن أدرك أن ذلك الذي حدث لي قد لا يتكرر سوى بعد عدة قرون.
فقد دخلت المطبخ ، لأصنع كوبا من الكوكاكولا لضيف ما ، و بينما أفتح الزجاجة (دايت لتر و نصف) ، وجدت الغطاء ذي طريقة الفتح باللف - و قبلما أُوصلُه للفة الأخيرة - يدفعهُ ضغط الغاز في الزجاجة بقوة لا مثيل لها ، فطار الغطاء من على فوهة الزجاجة ، و ارتطم بالحائط عن يميني ، و منه ارتطم بالحائط اليساري ، و منه للسقف ليدور حول نفسه في حركة لولبية ..كل هذا و أنا أحدق مسمرا مشدوها من قوة الدفع الرهيبة هذه ، و لم اتحرك.
ليعود الغطاء ليهوى من أعلى السقف ساقطا في راحة يدي مرة أخرى.
الاحتمالات لحدوث لفّة هندسية بهذا التعقيد أقل من الواحد في المليار.أي سخف أن تهبني الحياة صدفة كهذه؟
و كأنها ان اختارت صدفة ، فستقرنها بغطاء الكوكا.
فعلا أي سخف؟

? This was Divine Intervention! You know what "divine intervention" is


٢٢‏/٠٦‏/٢٠٠٨

ليس - له - معنى

رغم هوسي الواضح بأيقونات موسيقى الروك الكلاسيكية ، مثل ديلان ، هاريسن ، سايمن ، رولنج ستونز ، ذا هو ، و غيرهم.

إلا أنني لا أظنني اعرف أيا من الأسماء السابقة قد وصل لحالة من التفاعل مع جمهوره ، مثل منشدين الصعيد الأجلاء لدينا ، و خاصة أحمد برين.

الحقيقة ما دفعني للكتابة هو عثوري علي هذا المقطع الصغير ، و هو لحفلة أو ربما تسجيل خاص من عام ١٩٩٠ ، لمنشد إسنا ، أحمد برين. و قد وجدت ان تفاعله و تناغمه مع مستمعيه هو حدث لا يمر بسهولة .
-الموسيقات و القطع المرفقة قصيرة ، و مبتسرة من التسجيلات الاصلية -
برين ، يسمونه ابو بريم لسبب أجهله ، و الملفت بشأنه أنه أولا: لديه مواد غنائية لاحتفالات الاقباط ، و مواد لاحتفالات المسلمين ، لذا فهو ذو شعبية بين الطائفتين ، و هو أمر نادر بعض الشيء.
و السبب الثاني أن برين غالبا ما يغني بدون استخدام آلات لحنية مصاحبة ، فدرج أن تكون خلفية مواويله ، و تطريباته هي آلات إيقاعية ، و اصوات بطانته البشرية، بعكس المنشدين الاكثر انتشارا كالتوني ، و التهامي ، و الأخير يستخدم فضلا عن العودو الكمان ، الأورج و ما شابهه.
علبة الصبر ، من افتتاحياته المفضلة و الشهيرة ، الملفت فيها كيف انه دوما ما يذكر أهل الفن و كأنهم اهل الحكمة و التقية و المعرفة ، و هو أمر جدير بالملاحظة أيضا.



الشكل الأكثر شهرة لألعاب ابوبريم ، هو حكاياته الدينية التي يفسرها باسلوبه الصعيدي الموجز ، و لكن لا يخلو الأمر من تلاعب شديد المهارة الكلمات و القوافي ، و قد يستغرق الأمر بضعة موالد او أشرطة ليعتاد المستمع على الاعيب المنشدين اللغوية.

قصة ابراهيم و اسماعيل يرويها في دقيقتين هنا بحنكة بالغة


كما استخدم "لاسمعنه" بتلافيف عده ، فإنه في المقطع التالي - من تسجيل فرنسي منذ سنوات - يغني نفس المفتتح ، و لكن يَجري مَجرىَ النصيحة و الحكمة قافيا كلمة "لعب فيه" بشتى الطرق .
المقطع افضل من سابقينه صوتيا لأنه من اسطوانته الوحيدة ، متاحة للتحميل كاملة هنا.


الشيخ الضرير أحمد برين رغم صغر سنه النسبي (١٩٤٤) ، إلا ان له شعبية كبيرة في الصعيد ، و إن لم ينل مثلها في المدينة القاهرية شأن اترابه من المنشدين ، فضلا عن قلة انتاجه المسجل - و هو امر غريب بالنسبة منشدي الصعيد - فقد قال لي بائع في دار ابن الخطيب الشهيرة ، المتخصصة في التسجيلات الصوفية ، ان لياسين التهامي ما يزيد عن ٧٠ شريطا من اصداراتهم ، و ٢٠ اسطوانة ، أما برين فلم اجد سوى ما يعد علي الأصابع.



و لكن كما اسلفت ، هناك اسطوانة رائعة الجودة طرحت في اوروبا عام ٢٠٠٣ ، و قد عثرت عليها
هناك لمن يرغب في الاستزادة.

في النهاية ، و لعادة اكتسبتها بمهارة في فقد الأحباء ، افرد مقطوعة كاملة للشيخ يتحدث عن ملاحقته لمحبوبه "العصفور" بين مدن و أولياء مصر ، اظنها مفيدة لحالتي.




٢٠‏/٠٦‏/٢٠٠٨

ربمات...

تنتابني* تساؤلات حول الطريقة التي سأقضي نحبي بها..

 الحقيقة أنني لا أكاد أعرف أمراً في حياتي خياراته مفتوحة و متسعة كالموت ، و هو أمر غريب حقا ، تلك الفكرة التي درج البشر على ابعادها عن أذهانهم ، و عدم التمادي في التفكير فيها ، أجدها مثيرة جدا كلما فكرت كيف سأموت.

ربما أموت مخمورا على قارعة طريق في بلاد شمالية باردة.
ربما أموت عجوزا جدا في فراش وثير.  
ربما أموت بينما أقود سيارتي الصغيرة التي تنزلق من أعلى كوبري أكتوبر ، متهشمة فوق ركام مخازن القطار.  
ربما أموت ملدوغا من حشرة قبيحة الهيئة ، و تجري لجحرها و كأن شيئا لم يحدث.  
ربما أموت بسكتة قلبية اثناء ممارسة الحب ، بقضيب منتصب داخل فرج لزج.  
ربما أموت معذبا في قسم أو سجن. مصري او سوري او امريكي.
ربما أموت ميتة سريعة و مباغتة لدرجة انني لا ألحظ السبب.
ربما أموت حزنا على غياب شخص لا يكترث كثيرا.
ربما اموت مصعوقا و انا اغير لمبة الحمام.
ربما أموت متوحدا ، فقيرا ، لا يذكرني أحد.
ربما أموت في مستشفى عملاقة تحاصرها الصحافة و التلفزيونات علهم ينقلون خبر رحيلي.
ربما اموت و انا اعبر شارع قاهري ، و اتحدث في المحمول مؤكدا انني لن اتأخر.
ربما اموت منتحرا ، بطريقة كلاسيكية ، و ربما حداثية مبتَكَرة.  
ربما أموت كهلا في عزلة اختيارية في احدى الصحراوات المصرية.
ربما أموت - كجدتي - و قد فتك الزهايمر بعقلي ، فلا اتعرف إلى المنتحبين حول فراشي، و اسألهم عن اسمائهم قبل الرحيل.
ربما أموت و أنا أشهد نهاية العالم ، فتكت به الأوبئة أو المجاعات ، أو انقرضت غاباته .
ربما أموت في اقتحام لص لمنزلي ، محاولا سرقة نفس اللاب توب الذي كتبت به هذه الافكار.  
ربما لا أموت مطلقا ، و أكتشف في النهاية انني كنت روحا ، أو عفريتا ، أو كائنا فضائيا.

 و لكن ، في جميع الأحوال ، فسأنتهي بينما ليست لدي أية فكرة عن سبب سريان حياتي كما سارت ، و ليست لدي أية فكرة عن جدوى كل هذه الأشياء.


و الآن الفقيد چورچ هاريسُن يغني
 فن الموت


*التدوينة غير اكتئابية بالمرة ، على العكس.

٠٨‏/٠٦‏/٢٠٠٨

أفلام للجميع


هذا الأمر مثيرٌ حقا، أعرف أنه ضد كل اوليات و أبجديات صناعة السينما في العالم ، و لكن فكرة الأفلام مفتوحة المصدر تستحوذ علي منذ وقت طويل ، يعرف الجميع عن البرمجيات المفتوحة ، والوثائق الحرة كذلك ، و الكتب ، و لكن فكرة انتاج فيلم كامل ، باستخدام برمجيات و نص مكتوب و مادة فيلمية و كلها مفتوحة المصدر ، و جعل الفيلم متاحا للتحميل للجميع ، و متاح ايضا لاعادة التوليف و الاستخدام ، هو أمر مغري جدا.

و رغم انني لا استخدم نظام تشغيل لينكس ، إلا انني في جهازي الماك ، لا استخدم برنامجا واحدا ليس من البرمجيات الحرة ، بدءا من المتصفح ، لمستلم البريد ، للمشغلات الموسيقية و الفلمية ، و القائمة لا تنتهي.

وفقا لقراءاتي حول الشبكة ، يبدو أن أول فيلم طويل ينتج تحت رخصة الوثائق المفتوحة بشكل خالص، و يكون متاحا للتحميل (سواء الفيلم ، أو السيناريو أو موسيقاه ، أو حتى مادته الفيلمية المصورة) ، كان فيلما ألمانيا في عام ٢٠٠٦ باسم " طريق ٦٦" ، و الفيلم حقق نجاحا سيبريا عاليا ، دفع صناعه لتكوين شركة صغيرة و البدء في فيلم جديد بتقنية اكثر تطورا ، و يمكن متابعة سير العمل و تحميل االسيناريو من موقعهم ، و المشاركة مفتوحة للجميع.


مؤسس المشروع ستيفان كلج ، يتحدث

على الصعيد الأمريكي ، هناك الفيلم الذي اشتهر بأنه تكلف ٢٠٠ دولار فقط ، و تجاوز مشاهدوه الاربعة مليون - أكثر من فيلم الجزيرة لدينا مثلا -، و نصفهم على يو تيوب فقط ، هو فيلم " الفتى الذي لم يَنَم" ، و رغم ضعف مستوى الفيلم تقنيا إلا ان الكثير من النقاد و الصحف نظروا له كانطلاقة تاريخية.


أما فيلم "الصبارات" فقد نال شهرة أكبر ، عندما قام ٢٤ طالب امريكي تطوعا بصناعة هذا الفيلم ، و طرحوه مجانا علي الشبكة ، و شارك في عدة مهرجانات.

يعرف الجميع ، أن صناعة السينما "المستقلة" في مصر ، تمر بعصرها الذهبي ، و نعرف ان اجمالي الافلام الممكن اطلاق تعبير: مستقلة عليها تجاوزت الستين فيلما سنويا ، منها الطويل و القصير و التسجيلي ، و قريما الافلام المتحركة أيضا.

و من المؤكد أن صناعة الفيلم هي موضة العصر ، بالكاد أعرف شخصا لا يشترك بشكل ما في صناعة فيلم في مكان ما ، و لا اتكلم عن أناس الوسط السينمائي ، و لكن أعرف كتاب و مثقفين و ممثلين و مسرحيين و موسيقيين و شباب جامعات ، و مجموعات في النوادي الرياضية، جميعهم يشاركون بشكل ما في الحقل الفيلمي.
و هو أمرٌ سارٌ في الحقيقة ، فبعد أن وهَبَنَا الغرب/الشرق الأقصى القدرة على انتاج الأفلام بمعدات و تكنولوچيا تقل في ثمنها عن ١ ٪ مما كانت عليه منذ ١٥ عاما فقط ، أجد أن عدم انتاج الأفلام و بكثرة سيكون نوعا من الكسل و التخاذل ، خصوصا أن الفيلم هو وسيط قريب لعقل و ووجدان الجميع ، ليس كالكتاب مثلا يقرؤه الخاصة فقط. و غير محكوم بشروط انتاجية كالتليفزيون . و يحتاج لكم معارف أقل -اكاديميا و تقنيا- من الانتاج الموسيقي.



المقدمة الدعائية لفيلم الصبارات

و طالما أُتيحت كاميرا رقمية صغيرة ، و مواضيع تسجيلية/درامية جمة تملأ البلاد ، و ممثلين و ممثلات شباب ذوي رغبة في التغيير و دفع الأفلام لطرق احدث ، و اجهزة للمونتاچ و المكساچ لا تتكلف شيئا يذكر ، بل و تمتلىء بها الجمعيات و المؤسسات من القاهرة للاسكندرية للصعيد ، فإنني واجد أن الازمة الكبرى الآن هي بين صانع الفيلم و نفسه .. لماذا لا يصنع فيلما؟

اترك هنا قائمة بعشرات الأفلام القصيرة و الطويلة ، المتاحة مجانا للمشاهدة و التحميل ، للأسف قد تحتوي القائمة على مقاطع من مؤتمرات ، أو حلقات من عمرو خالد ، و هو طبعا عيب الرافع الذي لم يعبأ بكتابة سمات و تعريفات لمادته ، و لكن الامر لا يمنع انني شاهدت بعض أفلام رائعة.
لعلها تشجع المهتمين و المهتمات على البدء.
و ربما تتحول فكرة الافلام المفتوحة لكيان ملموس اكثر في يوم ما. أو على الأقل ، أملا أن تزيد انتاجية الأفلام و لو فيلما إضافيا.


٠٦‏/٠٦‏/٢٠٠٨

بين الدورة الشهرية و لون البشرة

لا أظن أنني شاهدت في تاريخي التليفزيوني ، إعلانا أكثر استفزازا من إعلان فير أند لڤلي ، ذلك الذي يقوم على إقناع آلاف الفتيات أنهن سيحصلن على وظيفة أفضل في حالة تفتيح لون بشرتهن.
كنت قد عرفت شركات الإعلانات عن قرب لوقت مضى ، و شاركت في حملات صغيرة نسبيا ، و بعضها قد نجح تلفزيونيا ، و لكن لا اظن اننا كنا قد انحدرنا لهذا المستوى من قبل ، مسألة إشعار المراهقات بالدونية قياسا للون بشرتهن ، هو أمر شديد الدناءة في اعتقادي ، و خصوصا أن المستهدفات هن فتيات الطبقة المتوسطة الدنيا.

كنت أتحدث مع صديقة حول ذلك ، قالت أنها تكره إعلانات ميلودي ، ليس لسبب تربيوي مثل غالبية الناس ، و لا تحفظ لديها على صدر "بوبي" المتحرك دائما ، و لكنها وصفت إعلانا ما ، يقوم بطل الاعلانات فيه بضرب رجل عجوز.

حينما افكر في ما يسمى بـ "المسؤولية الإجتماعية" التي تقع علي عاتق الإعلاميين - و ربما الفنانين أيضا - أجد الأمر شائكا جدا ، فلا يمكن طبعا فرض قواعد اخلاقية او اجتماعية على منتجى الأعمال ، و إلا سنجد بعد سنوات - ربما يحدث - أن يفرض الحجاب مثلا في التليفزيون و الإعلانات ، و ما يزيد عن ذلك في هراء المزايدات الأخلاقية.

صديق لي ، له باع كبير في شركات الإعلانات الدولية ، شارك في أكبر الحملات بين لندن و القاهرة و دبي ، أخبرني أن كواليس صناعة الإعلانات شديدة الاأخلاقية ، ممادفعه للاستقالة بعد سنوات من العناء على حد قوله.
سألته توضيحا عن مدى لا أخلاقيتهم ، ففاجأني بالآتي:

١- شركات الدعاية و الإعلان لديها إحصائيات استراتيچية ضخمة ، أغلبها لا تستطيع ان تقوم به حكومات و لا هيئات أهلية ،فهم على دراية - مثلا - بعدد الفتيات الاتي يستخدمن مزيل العرق بشكل يومي في الجامعة ، و بكم الاستهلاك ، و بنسبة الإنفاق ، لديهم معلومات عن المنازل و البيوت ، و كم الانفاق اليومي للأسر المصرية ، و أوجه الإنفاق ، و طريقة تفضيل اسر كل شريحة اجتماعية لانفاقها .مما يساعدهم في تحديد اسعار المنتجات.
فمثلا شركة ألبان عالمية أتت لمصر في العام الماضي ، و قاموا بعمل بحث ميداني سريع ، اكتشفوا أن أقل من ١٪ من الشعب المصري يعرف حجم و ووزن علبة الزبادي العادية ، و بالتالي قاموا باصدار منتجهم من الزبادي ، بحجم أصغر من كل منافسيهم و بنفس السعر ، لم يلاحظ الناس الفرق ، لأن حجم العبوة واحد ، و كسبت الشركة الفرق. بل و بسبب ابحاث اخرى تمكنوا من قيادة سوق الزبادي في مصر.

٢- قامت شركة للفوط الصحية بحملة جديدة من حملاتها ، و من عاداتهم عمل ابحاث ميدانية جديدة و موسعة عند كل حملة ، و عرفوا من خلال الأبحاث متوسط استخدام الفتيات للفوط خلال دورتهن الشهرية ، فقامت الشركة بزيادة عدد الفوط في العبوة عن حاجة الفتيات بمقدار قطعتين ، و بالتالي غالبا ما تتبقى للفتاة قطعتين للمرة المقبلة وفقا لمتوسط الاستخدام ، مما يدفعها للشراء مرة ثانية - حتى و إن كانت قررت الاستغناء عن استخدام الفوط الصحية و استخدام الطريقة التقليدية - ، و لكن بالبحث اكتشفوا ان الفتاة أكثر ميلا للاستمرار علي الطريقة التي بدأت بها دورتها هذا الشهر . بل و هناك حيل أكثر من هذه للتحايل على فقراء الفتيات الاتي يستخدمن الفوط فقط عند الخروج ، و لا يستخدمنهن منزليا.

٣- أثناء نفس هذا البحث الميداني ، قامت الشركة بجلب عدد ما من الفتيات و النساء لمقرها لأخذ آرائهن و اقوالهن ، و المرعب أنهم استخدموا غرفا ذات مرآة ، تسمح لجالسين في غرفة اخري ملحقة بالمتابعة - كعادة المحققين الأمريكيين - و كانت الباحثة التابعة للشركة ، تسأل الفتيات عن آرائهن و انطباعاتهم حول المنتج الجديد من الفوط ،متعللة بأنهن "بنات في بعض" ، و أن "ماحدش معانا" علما بانه كان هناك فريق كامل من خبراء الإعلان يتابعون.


احب هذا الڤيديو السخيف ، و إن كان لا يصل لدرجة
سخف الإعلانات التي يسخر منها


الحقيقة لصديقي قصص عدة ، و لا مجال لذكرها ، كما أنه تحفظ عن ذكر قصص أخرى متعللا أن معرفتها قد تشكل خطرا على أشخاص بعينهم ، و لم أدر ماذا يعني.
كنت قد كتبت من قبل عن مَقتي للشركات الكبرى و علاماتها الدعائية ، و لكن الموضوع أكبر من اختياري الشخصي لارتداء اديداس ، أو تمبرلاند - ليس إعلانا - و لكن الأزمة أن الشركات تتحكم بشكل ما في بيوتنا و عائلاتنا عن طريق معارفها ، و معلوماتها اللا منتهية ، و هو أمر يقلقني كثيرا.
و قلقت أكثر حينما علمت أن أكبر ١٠٠ اقتصاد في العالم ٤٩ منهم دول كبرى ، و البقية الـ ٥١ هم مؤسسات و شركات ، و هو أمر جل مرعب.

و للحق ، ربما كان سبب انزعاجي الأكبر أنني اكتشفت فتاة جميلة جدا تستعمل مبيض الوجه ذلك ، الحقيقة ليس لدي أي فكرة لماذا ، سأتحلى بالشجاعة و أسألها يوما ما.

٠٥‏/٠٦‏/٢٠٠٨

مقطع من نقطة زرقاء باهتة


فلماذا إذاً كل هذا؟


"The Earth is a very small stage in a vast cosmic arena. Think of the endless cruelties visited by the inhabitants of one corner of this pixel on the scarcely distinguishable inhabitants of some other corner, how frequent their misunderstandings, how eager they are to kill one another, how fervent their hatreds. Think of the rivers of blood spilled by all those generals and emperors so that, in glory and triumph, they could become the momentary masters of a fraction of a dot."
القراءة للعبقري كارل ساجان ، من كتابه: نقطة زرقاء باهتة .
مرفوع هنا

٠١‏/٠٦‏/٢٠٠٨

حول الانعزال

لم تكد أن تمر ٢٤ ساعة علي إعلان الخبر ، إلا و كان قد انتشر كالنار في الهشيم ، فعلى ما يبدو أن ما أُعْلن مرارا و تكرارا عن وجود قبيلة لم تمسسها الحضارة ، و ضائعة في غابات الامازون ، هو حقيقة مؤكدة.

(AP Photo/Funai)


اصدرت هيئة الفوناي البرازيلية سبعة صور ، التقطت بطوافة عند نقطة بين حدود البرازيل و البيرو ، و توضح الصور قبيلة لم يتم أي اتصال بينها و بين العالم من قبل ، و قد صبغوا اجسادهم بالبرتقالي و الأسود ، و كانوا يسددون الرماح و الأسهم نحو الطائرة.


يقول مسؤولوا الهيئة المنوط بها حماية تراث "الهنود" في البرازيل ، انهم يقتفون أثر حوالي ٥٠ تجمعا لم يعرفوا بعد اي اتصال مباشر بالمدنية ، و انهم قرروا إصدار الصور للصحافة هذه المرة في محاولة يائسة لحماية الفلول المتبقية على حد تعبيره ، و يقول ان هناك حوالي ١٠٠ تجمع منعزل في العالم ، نصفهم متواجدون في منطقة الغابات المطيرة بين البرازيل و بيرو.
يقول ان اعمال جز الأشجار ، و التحطيب ، قد دفعت القبائل للنزوح بعيداً عن ضفاف الامازون بيئتها الطبيعية ، و اتخذت من الغابات الكثيفة ملجأ لها.


(AFP/Getty Images photo by Geison Miranda / May 29, 2008)

و كنت قد قرأت منذ اسابيع عن الصورة التي التقطتها طائرة تابعة لشركة استكشافات بترولية ، لقبيلة منعزلة أيضا في بيرو ، و اذكر انني قرأت كثيرا تشكيكات في أصالة الصورة ، لكن هذه المرة الصور لا تدع مجالا للشك ، و ستعاني شركات البترول و الاخشاب بعض الشيء في الايام المقبلة.
غريب كيف عاني انصار البيئة لعقود ، من جراء مناداتهم بحماية الغابات الممطرة - رئة الكوكب - و غريب كيف تجاهل الانسان هذا النداء ، و يبدوا اننا كان لا بد وأن نقع في ازمة درامية انسانية بهذا الشكل ، و ربما سنستيقظ يوما مشاهدين القبائل و قد تعرت من الغابات ، و اندمج الانسان ذو فطرته الأولي في مدنية هذا العصر السخيف.

على الصعيد الشخصي ، أعرف انني كنت عرضة لسخرية فريق عمل في مشروع ما شاركت فيه و طوال عملي في المشروع ، و ذلك لتشبثي بفكرة استخدام الورقة الواحدة في الكتابة عدة مرات ، و ان نستخدم الوجهين معا ، بل و الهوامش ان امكن. كنت اقول: كل صفحة في يدينا هي بضع ورقات تقطف من غابة ممطرة في مكان ما.
و من جانب آخر حدث و أن سافر ابي لعمل ما استغرق بضعة اشهر في السعودية ، و لما عاد حدثني عن تكتم اعلامي سعودي حول اكتشاف رجل في منطقة الإحساء - ان لم اكن مخطئا - و هذا الرجل كان بدائيا يعيش في الجبال ، و تم اصطياده من قبل مرتادي الجبال ، و انزاله للمدينة ، و تعليمه العربية و الإسلام.

يؤكد رئيس هيئة فوناي ، أنه لا يعبأ كثيرا باصول القبائل المنعزلة ، او يهتم بدراستهم ، و لكن كل ما يشغله هو حمايتهم من ان تتهدد سبل حياتهم المعتادين عليها منذ بدء الخلق ، و يؤكد انه لا يجب دمجهم او احتواؤهم بأي شكل.

الحقيقة لم استطع ان امنع نفسي ، و انا جالس امام كمبيوتري المترف ، استمع إلى الموسيقى و تدور بحواري مروحة بلاستيكية، و ابحث عن برمجيات خاصة لعملي ، و ادردش مع اصدقاء من الجانب الآخر من الكوكب . ان انظر لؤلئك القوم الذين شاهدوا الطوافة لأول مرة ، و اشعر بحسد دفين في مكان ما.

المدونة و التدوينات ، بلا حقوق فكرية ، باستثناء الأعمال الفنية و الموسيقات فهي ملكية خاصة لأصحابها.

  ©o7od!. Template by Dicas Blogger.

TOPO